السطوح الشمسية في المكسيك | 02.03.2010
الطاقة الحرارية الشمسية - قطاع واعد في متناول كل الطبقات
عندما يدور الحديث حول الطاقة الشمسية، عادة ما يخطر ببال غالبية الناس للوهلة الأولى الطاقة الكهربائية. لكن هناك تطبيقات أخرى للطاقة الشمسية أكثر أهمية تكمن في إنتاج الطاقة الشمسية الحرارية، التي تستخدم للتدفئة وتسخين الماء.
ويرى
ماتياس فافير،المحلل الاقتصادي في مجال الطاقة لدى البنك السويسري ساراسين،
والمتخصص في دراسة سوق الطاقة الشمسية الحرارية، أن "الرأي العام لا يدرك بعد
الإمكانيات الكبيرة للتوفير في الطاقة من خلال استغلال الطاقة الشمسية الحرارية".
ويلفت فافير إلى أن 68 بالمائة من منشآت الأشعة الشمسية الحرارية توجد في الصين،
التي بدأت في وقت مبكر في تحفيز الصناعة على إنتاج مجمعات الحرارة الشمسية وذلك
لأسباب اقتصادية، ذلك أن تكلفة استخدام الطاقة الشمسية الحرارية للتدفئة تقل عن
تكلفة استخدام سخانات الغاز أو المازوت، الأمر الذي يناسب خاصة الفئات الاجتماعية
الفقيرة. وفي بعض المناطق الجغرافية الأخرى بالإمكان تغطية 60 بالمائة من الحاجة
إلى الطاقة للتدفئة وتسخين المياه من خلال استغلال الطاقة الشمسية الحرارية.
تقنيات
بسيطة وتطبيقات متعددة لاستغلال أشعة الشمس

يشار
إلى أن قطاع الطاقة الشمسية الحرارية قد شهد عام 2008 نموا بنسبة 40 بالمائة نظرا
لارتفاع أسعار النفط. كما أنه من المنتظر أن يشهد نموا بنسبة 15 إلى 20 بالمائة
سنويا في الأعوام المقبلة. وإلى جانب الصين، توجد أسواق كبيرة لتلك الطاقة في
ألمانيا والنمسا واليونان وتركيا واليابان وإسرائيل، التي كانت أول دولة تقوم قبل
ثلاثين عاما بإنشاء مجمعات شمسية لتسخين المياه في المنشآت المعمارية الجديدة.
ويستخدم
ستون مليون منزل في العالم الطاقة الشمسية الحرارية لتسخين المياه. كما تنتج الطاقة
الشمسية الحرارية المستخدمة للتدفئة والتسخين 174 تيراوات سنوياً أي ما يناهز
الطاقة التي تولدها الطاقة الأرضية الحرارية والمحولات الكهروضوئية والمفاعلات التي
تعمل بالطاقة الشمسية مع بعضها البعض، وهو ما يوافق مثلا حاجيات بلد كبولندا من
الكهرباء حتى عام 2020.
طاقة
بديلة لحماية البيئة وللتقليل من التبعية للخارج

فقط
قبل فترة قصيرة وردت الطاقة الشمسية الحرارية لأول مرة في توجيهات الاتحاد الأوروبي
الخاصة بالطاقات المتجددة، وأصبح يتعين على دول الاتحاد الأوروبي العمل على إعداد
خطط وطنية لتنفيذ ما جاءت به تعليمات المفوضية الأوروبية في أجل أقصاه شهر
يونيو/حزيران المقبل. وتصف بيربل إيب من مكتب استشاري خاص في الطاقة الشمسية
الحرارية في بروكسيل هذا الإجراء بأنه "فرصة فريدة من نوعها لتطوير تطبيقات، لا
تزال تفتقد إلى قطاع صناعي مستقل وآلية مالية تحفيزية على غرار الدعم المالي للطاقة
الكهربائية الشمسية". وتشير إلى أن النموذج المتبع في ألمانيا، والذي يكمن في تقديم
تحفيزات مالية لملاك البيوت، التي تستمد حاجاتها من الطاقة من الطاقة الشمسية، قد
تم اعتماده في عشرات الدول، في حين تفتقد الطاقة الشمسية الحرارية إلى آلية مالية
مجربة وموحدة كهذه.
أسواق
واعدة في البلدان النامية ذات الكثافات السكانية الكبيرة
ويؤكد
المحلل الاقتصادي ماتياس فافير من بنك ساراسين أن قطاع الطاقة الشمسية الحرارية يعد
قطاعا واعدا ذا إمكانيات تطور كبيرة، مشدداً في الوقت نفسه على أن مثل هذه التقنيات
تتطلب وجود طبقة استهلاكية ذات قدرة شرائية واعدة. وعليه، يرى فافير إن "الظروف
مناسبة لاعتماد هذه الطاقة في الدول النامية ذات الطبقات الوسطى الجديدة".
ويتوقع
بنك ساراسين تطور أسواق جديدة لقطاع الطاقة الشمسية الحرارية في كل من إندونيسيا
والمكسيك وإفريقيا الجنوبية والبرازيل، كما أظهر عدد من المؤشرات أن الأسواق في
الولايات المتحدة وجنوب أوروبا واستراليا تعتبر واعدة جدا. ولا تزال الآمال معلقة
على الهند، وإن كانت الطاقة الشمسية الحرارية لم تنجح في فرض نفسها بسبب طول وتعقيد
عمليات منح التراخيص وتقاعس القائمين على مثل هذه المشاريع من إطلاق حملات إعلانية
تروج لهذه الطاقة البديلة، بالرغم من الدعم الحكومي والقدرة الشرائية هناك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق