التعليم الإبداعي :
هو نوع من التدريس يحرّر الطلبة من كل القيود كي ينمو كل منهم إلى أقصى درجة ممكنة ، وفي هذا النوع من التدريس يكون المعلم على درجة عالية من الوعي بطلبته ، والقدرة على مواجهتهم بمواقف تعليمية تحتوي على عناصر مفقودة أو غير مكتملة ليحفزهم على إبداع هذه العناصر أو إكمالها .
يشجع التعليم الإبداعي على الاستكشاف ، وإثارة الأسئلة ، والتجريب ، واتباع أسلوب المغامرة ، واختبار الحلول والأفكار ، وتعديلها ، كما يدعم قدرات مثل : الحساسية للمشكلات ، والطلاقة ، والمرونة ، والأصالة ، وإضافة التفصيلات ، وإعادة تعريف الظواهر والعناصر والموضوعات ، متفوقاً بذلك على التعليم التقليدي الذي يدعم عدداً محدوداً من القدرات العقلية مثل التذكر ، والتفكير المنطقي .
ويؤدي التعليم الإبداعي إلى إكساب الطلبة الاتجاهات الإبداعية ، وذلك من خلال حثّهم على التفكير الإبداعي ، وتقويمه ، وحثّهم على احترام الأفكار الجديدة وغير العادية ، وتقبّلها ، بل وتقبّل الأفكار الغريبة والشاطحة التي ينتجها غيرهم ، بالإضافة إلى تشجيع الطلبة على إنتاج مثل هذه الأفكار الغريبة ، وتوصيلها إلى الآخرين دون خوف من الوقوع في الأخطاء ، أو الفشل . هذا وينبغي أن يكون الطلبة على وعي بأهمية التجديدات الإبداعية في صنع تاريخ الحضارة من جهة ، ودورها في حل مشكلات الحاضر والمستقبل من جهة أخرى ، فلولا هذه التجديدات والأشخاص المبدعون الذين كانوا وراءها ، لكانت البشرية لا تزال تعيش حياة بدائية فقيرة .
يحقّق التعليم الإبداعي اندماج المعلم في الأنشطة الإبداعية التي يقوم طلبته بها ، والمشاركة فيها، كما يؤدي إلى حبّ كلّ من المعلم والطلبة المدرسة التي ينتمون إليها . وبالرغم من أن التعليم الإبداعي لا يعني تقديم الدواء لكل داء في العملية التعليمية ، ولايعتبر معجزة تغيّر من أنماط التعليم العادية ، إلا أنه مع توافر العمل الجادّ المخلص ، وتمتّع المعلم الإبداعي بدرجة عالية من التخيل ، فإن الطلبة يمكن أن ينموا إبداعيا ، ويحلّوا كثيراً من المشكلات التي تواجهم في عملية التعلّم ، والتي بغير هذا النوع من التعليم يخفقون في إيجاد الحلول المناسبة لها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق